الوافدون الجدد إلى الليغا
أيام قليلة وتنطلق النسخة رقم 77 من عمر دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم، أحد أهم وأعرق بطولات الدوري الأوروبية، التي تحظى بمتابعة واهتمام الغالبية العظمى من عشاق وخبراء كرة القدم العالمية.
ولا شك أنه مع اقتراب انطلاق المرحلة الأولى من الليغا، أصبحت الأضواء تسلط وبكثافة على استعدادات الفرق المشاركة في البطولة، وأهم اللاعبين الوافدين إلى هذه الفرق وأهم من رحلوا عنها.
وتحظى فرق المقدمة أو ما يمكن أن نطلق عليها فرق الصفوة في الدوري الإسباني، مثل ريال مدريد وبرشلونة وأشبيليه وفالنسيا بمتابعة مكثفة من وسائل الإعلام، إذ تقوم بتغطية كافة خطوات استعداداتها ونتائج مبارياتها الودية، ومستوى اللاعبين الجدد الذين انضموا إليها، كذلك لا تقل حظوظ فرق الوسط الإسبانية في المتابعة الإعلامية لكل ما يدور بداخلها، مثل ريال سرقسطة، وفياريال وأتلتيكو مدريد.
ولكن ماذا عن الفرق التي صعدت حديثاً إلى الليغا، وهي ألمريا ومرسية، وبلد الوليد؟ وكيف تستعد للموسم القادم؟ وما هي أسلحتها لمواجهة الكبار في الليغا؟ وما هو تاريخ مشاركاتها السابقة في الليغا؟ وهل ما قدمته هذه الفرق في مشاركاتها السابقة، يعطي انطباعاً عن أدائها ومصيرها في الموسم المقبل؟
بصورة عامة إذا نظرنا إلى حركة الصعود والهبوط في الدوري الإسباني في آخر أربعة مواسم سنجد أن فريق واحد - على الأقل في كل موسم - يصعد إلى دوري الدرجة الأولى في موسم، ثم ما يلبس أن يهبط في الموسم الذي يليه.
ففي موسم 2002/2003 صعد من دوري الدرجة الثانية كل من مرسية وريال سرقسطة والباسيتي، ولم يصمد مرسية في الموسم الذي تلاه وسرعان ما عاد ثانية إلى فرق الظل.
أما في موسم 2003/2004 فقد صعد ليفانتي ونومنسيا وخيتافي إلى دوري الدرجة الأولى، ولم يستطع كل من ليفانتي ونومنسيا أن يصمدا في مواجهة كبار الليغا، إذ سرعان ما عادا ثانية إلى دوري الدرجة الثانية، بينما صمد خيتافي في أول مواسمه، واكتسب خبرة في المواسم التي تلته، حتى أصبح الآن واحداً من أفضل الفرق الإسبانية، التي، وإن لم يرق مستواه إلى المنافسة على اللقب، إلا أنه يلعب دوراً هاماً ومحورياً في رسم خريطة الدوري بسبب نتائجه القوية أمام الفرق الكبيرة مثل ريال مدريد وبرشلونة وفالنسيا.
وفي نهاية موسم 2004/2005 صعد لدوري الدرجة الأولى كل من سلتا فيغو وقادش وألافيس، ولكن سرعان ما عاد ثانية كل من قادش وألافيس من حيث أتيا بعد أن احتلا المركزين الثامن عشر والتاسع عشر على التوالي في موسم 2005/2006.
وبالنظر إلى الصاعدين إلى دوري الدرجة الأولى الإسباني في الموسم الماضي، وهم ريكرياتيفو وليفانتي وجمناستيك، سنجد أن ريكرياتيفو حقق نجاحاً ملحوظاً عندما أنهى الموسم في المركز الثامن برصيد 54 نقطة، كما استطاع ليفانتي الوصول إلى مبتغاه وهو البقاء ضمن دوري الأضواء والشهرة بعد أن حل في المركز الخامس عشر برصيد 42 نقطة.
بينما ودع جمناستيك البطولة مبكراً، حيث تذيل قائمة الترتيب العام من الأسابيع الأولى لينهي البطولة في المركز الأخير برصيد 28 نقطة فقط.
ماذا عن الموسم القادم؟صعد كل من بلد الوليد وألميريا ومرسية إلى دوري الدرجة الأولى في موسمه الجديد 2007 /2008، بعدما تصدرت الأندية الثلاث بطولة دوري الدرجة الثانية في موسم 2006/2007، حيث توج بلد الوليد بطلاً للدوري برصيد 88 نقطة، وجاء ألميريا في المركز الثاني برصيد 80 نقطة، بينما جاء مرسية في المركز الثالث بعد أن حصل على 76 نقطة.
وهذه محاولة للتعرف من قرب عن الأندية الثلاث، واستعراض تاريخها وأهم إنجازاتها وأهم اللاعبين الجدد المنتقلين إليها، لإلقاء مزيد من الضوء عليها، ومحاولة استكشاف مسيرتها في الموسم القادم.
ريال مرسيةيعتبر فريق ريال مرسية واحداً من أعرق الأندية الإسبانية، حيث تأسس عام 1908 متخذاً من مدينة مرسية الإسبانية مقراً له.
ورغم عراقة هذا الفريق إلا أن خزائنه تخلو تماماً من أية بطولة تذكر، كما أنه لم يسبق أن حصل على أي مركز متقدم في دوري الدرجة الأولى الإسبانية من قبل أو تأهل للمشاركة في أية بطولة أوروبية.
ويتميز الفريق بأنه أكثر الفرق التي تصعد إلى دوري الدرجة الأولى ثم تهبط سريعاً إلى الدرجة الثانية، حيث صعد إلى دوري الدرجة الأولى 17 مرة. وعلى الرغم من كثرة ظهوره في دوري الأضواء الإسباني إلا أنه لم يحقق أية نتيجة تذكر.
وكانت أفضل نتائج الفريق في السنوات الأخيرة أنه حصل على المركز الأول في دوري الدرجة الثانية الإسباني في موسم 2002/2003، ليصعد إلى دوري الدرجة الأولى في الموسم الذي تلاه، إلا أنه سرعان ما مارس عادته وهبط ثانية إلى دوري الدرجة الثانية موسم 2003 /2004 بعد أن حصل على المركز العشرين والأخير.
ويبدو أن إدارة النادي ورئيسه خيسوس سامبر " Jesús Samper" يريدان تحقيق إنجاز مغاير في الموسم القادم، وأن يصعد الفريق ليظل ضمن أندية الأضواء والشهرة، لذلك تم تدعيم الفريق بعدد لابأس به من اللاعبين، فتم التعاقد مع الحارس الأوروغوياني الدولي فابيان كاريني من إنترميلان الإيطالي، والمدافع كورو توريس الذي تمت استعارته من فالنسيا، ولاعب الوسط سيزار أرزو من فياريال، إضافة إلى لاعب الوسط الأوروغوياني ماريو ريغويرو الذي انتقل إلى مرسية على سبيل الإعارة.
أما في خط الهجوم فتم التعاقد مع كل من السويدي هانوك غويتوم من أودينيزي الإيطالي والإسباني الشاب إينغو فاليز مهاجم فريق إيبار أحد أندية الدرجة الثانية.
وإذا نظرنا إلى أهم التعاقدات التي نجحت إدارة ريال مرسية في إبرامها قبل بداية الموسم الجديد فسنجد أنها تمكنت من ضم الأوروغوياني بابلو غارسيا لاعب الوسط في ريال مدريد على سبيل الإعارة لمدة عام واحد، كما نجحت في ضم المهاجم البرازيلي فرناندو بايانو من سلتا فيغو الهابط إلى القسم الثاني. وهذه الصفقة تحديداً تشكل تدعيماً هاماً لهجوم مرسية، حيث أحرز بيانو مع سلتا الموسم الماضي 15 هدفاً ويعتبر من أفضل هدافي الليغا الموسم الماضي.
ويدرب الفريق المدرب الإسباني لويس لوكاس الكاراث - 40 عاماً - وأهم إنجازاته تدريب فريق راسينغ سانتدير في دوري القسم الأول موسمي 2003 / 2004 و2004 / 2005 وفي كلا الموسمين حصل الفريق على المركز الـ16 في الليغا، كما سبق له تدريب أندية ريكرياتيفو وألميريا وغرانادا.
اتحاد ألميريايعتبر نادي ألميريا أحدث الوجوه المنضمة إلى دوري الدرجة الأولى الإسباني، وأقلها خبرة على الإطلاق، فقد أسس النادي رسمياً في 28 حزيران / يونيو عام 2001 بعد اندماج ناديي الميريا وبوليديبورتيفو ألميريا.
وقد نجح النادي في التأهل إلى القسم الثاني في الدوري الإسباني موسم 2002 / 2003. واللافت للنظر تصاعد مستوى الفريق من موسم لأخر، ففي أول مواسم الفريق بدور القسم الثاني " 2002/2003" حصل على المركز الـ18 من بين 22 فريق، وفي موسم 2005 / 2006 حصل على المركز السابع، ثم تمكن الموسم الماضي من احتلال المركز الثاني في دوري القسم الثاني برصيد 80 نقطة، ليتأهل لأول مرة في تاريخه إلى دوري الأضواء والشهرة الإسباني.
وقد استفاد الفريق إلى حد كبيرمن موسم الانتقالات الحالي، حيث تم تدعيمه بعدد لا بأس به من اللاعبين أصحاب الخبرة، حتى يستطيع ألميريا خوض المعترك الصعب في الليغا الموسم المقبل، ولا يكون صعوده مجرد زيارة سريعة يعود بعدها ثانية إلى دوري القسم الثاني.
وأهم اللاعبين المنضمين حديثاً لألميريا هو دوس سانتوس لاعب الوسط البراغوياني، الذي تمت استعارته من بايرن ميونخ الألماني، كما تم التعاقد مع المهاجم الصاعد البارو نغردو البالغ من العمر 22 عاماً من نادي ريال مدريد.
ويعتبر ألبارو من أهم صفقات ألميريا في الموسم الجديد وقد سبق له اللعب في ناديي ريال مدريد كاستيا " الفريق الثاني لريال مدريد". وقد لفت الأنظار بشدة الموسم الماضي، واستدعاه الإيطالي فابيو كابيلو المدير الفني السابق للريال للفريق الأول في بعض لقاءات الريال في كأس إسبانيا.
ومن أهم اللاعبين الذين تم ضمهم أيضاً لاعب الوسط خوانيتو من ريال سوسيداد. أما أهم اللاعبين الذين تألقوا الموسم الماضي وتم الاحتفاظ به، فهو المهاجم الإسباني ميغويل أنغيل كاريلرو الشهير بميتشل الذي أحرز الموسم الماضي 13 هدف مع الميريا في دوري القسم الثاني.
وتقع ألميريا في إقليم الأندلس، والملعب الرسمي لفريق اتحاد ألميريا هو استاديو ديل ميديترانيو ويتسع لـ15 ألف متفرج.
وستكون انطلاقة ألميريا خارج ملعبه في الأسبوع الأول من الليغا أمام ديبورتيفو لاكرونيا.
بلد الوليدبلد الوليد هو أكثر الفرق الصاعدة خبرة بالليغا، وأكثرها إنجازاً في دوري الدرجة الأولى الإسبانية، وإن لم يرق إنجازه للمنافسة على اللقب أو إحراز مركز مؤهل لإحدى البطولات الأوروبية. فقد تمكن هذا الفريق من إحراز المركز السابع موسم 1996/1997، والمركز الثامن موسم 1999 – 2000، وتعرض موسم 2001/2002 لخطر الهبوط إلا أنه نجا في الأسابيع الأخيرة وأحرز المركز السادس عشر برصيد 42 نقطة.
وظل بلد الوليد كأحد فرق دوري الدرجة الأولى الإسبانية حتى موسم 2003 / 2004 الذي هبط فيه بعدما جاء في المركز الـ18 برصيد 41 نقطة.
وظل بلد الوليد يصارع موسمين في دوري الظل الإسباني حتى استطاع أن يحسم أمره الموسم الماضي، ويصعد لدوري القسم الأول بقوة بعد تتويجه بطلاً لدوري القسم الثاني برصيد 88 نقطة.
وتأسس بلد الوليد في عام 1928 والملعب الرسمي للفريق هو استاد خوزيه زوريلا الذي يتسع ل 26.500 متفرج، وأفضل إنجازات النادي على الإطلاق كان الحصول على لقب وصيف بطل كأس ملك إسبانيا بعد أن خسر في المباراة النهائية للبطولة 0 – 1 أمام ريال مدريد عام 1989.
كما أنه حصل على بطولة كأس الدوري الإسباني سنة 1983 بعدما هزم أتلتيكو مدريد في مباراة الإياب في الدور النهائي بثلاثية نظيفة، وهذه البطولة لم يعد لها وجود حالياً حيث أنها بدأت موسم 82 / 83 وكان أخر مواسمها موسم 1985 – 1986.
وبالنظر لأهم اللاعبين الذين انضموا لبلد الوليد قبل انطلاق الموسم الجديد سنجد أن أهمهم هو الأوروغوياني فابيان استويانوف لاعب وسط فالنسيا في الموسم الماضي، الذي انتقل للفريق القشتالي في التاسع والعشرين من تموز / يوليو الماضي على سبيل الإعارة من فالنسيا.
كذلك يعتبر لاعب وسط ليفانتي دييغو كماتشو من اللاعبين أصحاب الخبرة الذين سيخوضون مع بلد الوليد الموسم الجديد في الليغا.
وسيعتمد الفريق اعتماداً كبيراً على مهاجمه وهدافه فيكتور مانويل الذي أحرز 19 هدفاً في دور القسم الثاني الموسم الماضي، إضافة إلى زميله بالفريق المهاجم خوزيبي ليورانتي الذي أحرز 17 هدفاً في دوري القسم الثاني الموسم الماضي أيضاً.
يدرب الفريق المدير الفني الإسباني خوزيه لويس منديليبار ويبلغ من العمر 47 عاماً، ولم يسبق له اللعب على الإطلاق في الليغا، وسبق له قيادة نادي أتلتيك بلباو موسم 2004 / 2005 إلا أنه سرعان ما أقيل بعد البداية غير الموفقة لبلباو في هذا الموسم