ليس التعليم والتعلم سهلين - كما يظن البعض - بل هما عملية معقدة تحتاج إلى جهد وصبر ومتابعة من قبل المعلم ومقومات المدرسة. أيضا الرسوب المدرسي ليس بسهل على المتعلم (الطالب) وما يلحق به من أضرار نفسية واجتماعية.. إن الرسوب المدرسي يقصد به عدم قدرة الطالب على اجتياز اختبارات السنة الدراسية إلى السنة التي تليها. ولقد تأثرت معظم دول العالم بهذه المشكلة وبنسب وأعداد مختلفة. وقام بعض المتخصصين التربويين والنفسيين بدراسة تلك المشكلة لمعرفة أسبابها وآثارها وتوصلت الدراسات إلى تحديد مجموعة من الأضرار الناشئة عن الرسوب منها: التسرب والهروب من الدراسة وحدوث مشاكل نفسية واجتماعية للطالب واكتظاظ الفصول وتكدسها بأعداد الطلاب وعدم القدرة على استيعاب الأعداد الجديدة والكبيرة من طلاب المرحلة الأساسية لكن الدراسات توقفت عند ضرر أكثر خطورة وهو ضياع جهد ووقت الطالب وسنة أو أكثر من عمره دون مردود مفيد إلا تأثر نفسيته وتعوده على الفشل. إن الدراسات التربوية والنفسية أشارت إلى ان الرسوب المدرسي لا جدوى منه في عملية التعليم ولا يحقق فائدة تذكر في حالة الإعادة مرة أخرى للنجاح والاجتياز. إن الرسوب يعوق عملية التعليم والتعلم والخطط المرسومة وتدفع إلى الحاجة المتزايدة للمدرسين على حساب تأهيلهم وتدريبهم وهذا ما دفع بعض الدول العربية إلى التعاقد مع آلاف المدرسين من الخارج. لقد قامت بعض أنظمة التعليم في العالم العربي بالغاء نظام الرسوب ودفعت بالطالب إلى الاجتياز من صف إلى الصف الذي يليه وبمقاييس تحدد مستواه التعليمي إلى أن يصل إلى الصف الأول الثانوي ثم يوجه على أساس مستواه التحصيلي والجسمي والنفسي إلى الميدان الأكاديمي أو التدريب المهني وبهذه الطريقة تجنبت تلك الدول مخاطر آفة الرسوب. إن أسباب الرسوب متعددة فمنها نفسية وصحية تتعلق بالطالب نفسه وأسباب اجتماعية ترتبط بالأسرة وعلاقتها السيئة مع الطالب من جهة وفيما بينها من جهة أخرى أو سوء حالها الاقتصادي. كما إن هناك أسبابا مدرسية من (إدارة، منهج، مدرسين، أبنية، مرافق وأجهزة) إن هذه الأسباب وغيرها هي التي دفعت بالطالب إلى اللامبالاة والتوتر والهروب من الدراسة وأوصلته إلى الرسوب والفشل. إن الاهتمام بالمقررات الدراسية كما ونوعا وبإعداد وتوفير المعلمين المؤهلين علميا وصحيا ومراعاة الفروق الفردية للطلاب والتركيز والاهتمام على التعلم من خلال العمل والانتظام الفوري بالدراسة في بداية افتتاح دوام المدارس والثبات على القرارات التي تضعها المدرسة والحد والتقليل من عدد الطلاب داخل الفصول وزيادة فرص النشاط الذاتي والتركيز على نظام الامتحانات الفعال هي من الأمور التي تحد من ظاهرة الرسوب ومشكلاته. إن ظاهرة الرسوب هي مشكلة يجب التخلص منها بالتعاون ما بين النظام التعليمي والمدرسة وولي الأمر والطالب. وليعلم كل من يعمل في دائرة تربية الطالب وتعليمه أنه يحمل أمانة كبيرة يحاسب عليها أمام الله وان الغش في التعليم هو تفريط بالأمانة التي حملها الله له أولا وللوطن والأجيال ثانيا وإن الرسوب المباح هو الرسوب الذي ليس فيه تقصير من مقومات المدرسة وما عداه فهو رسوب يؤدي إلى فقد تعليمي